التأطير الإعلامي للمرأة الريادية العربية

الملخص

في ظل الاضطرابات التي تهز العالم العربي على المستوى السياسي، والعسكري، والاقتصادي، والاجتماعي، والديني، يغرس الإعلام ويرسِّخ صوراً ذهنيةً مختلفةً عن المرأة الريادية العربية التي ما زالت تواجه عديداً من العقبات والتحديات.  يُعدُّ الإعلام المصدر الأساسي للمعرفة لكثير من فئات الشعوب العربية، ومن ثَمَّ فإنَّ صورة المرأة الريادية في ذهن المتلقي تتأثر بالمعلومات التي يمنحها المرسل الحامل لأهداف أو (لبروباغندا).  منح الإنترنت المرأة الريادية هامشاً أوسع من الحرية والمقدرة على النجاح، إلا أنَّه تسبَّب أيضاً في خلط المفاهيم حول واقع هذه المرأة وظروفها.  تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الأطر الإعلامية التي تبنتها مجموعة من مواقع الإنترنت في تناولها لقضايا المرأة الريادية العربية بين عامي 2019 و2020.  كيف يقدِّم الإعلام مصطلح "الريادية"؟ ما خصائص المرأة الريادية وَفْقاً للمرسلين؟ ما التحديات والنجاحات الأكثر إبرازاً؟ أيقن الإعلام شخصيات محددة أم كان الخطاب عاماً؟ كان توجُّه المحتوى إيجابياً أم سلبياً تجاه المرأة؟ اعتُمد التحليل النوعي السيميائي للكشف عن المحتوى الصريح والضمني للرسالة وعن المستوى التعييني والتضميني للدلالات.  تسمح دراسة التداخل بين الدوال اللفظية وغير اللفظية بفهم آلية إعادة تشكيل الواقع عن طريق العلامات.  تكون إعادة تصوير الحقائق بطرائق عديدة، منها انتقائية الألفاظ، والتغييب، والإبراز، والتهويل، والتبسيط، والتكرار.  ترتبط أهمية البحث بقدرة "الميديا" على خلق الوقائع وليس نقلها فقط لا سيَّما أنَّ اعتماد الجماهير على الإنترنت بوصفه وسيلة أساسية للمعرفة ولتنظيم النشاطات المهنية والاجتماعية وإنجازها يزداد يوماً بعد يوم.  وعليه، إنَّ التصوير الإعلامي للمرأة الريادية قادر على النهوض أو الانحدار بدورها لا سيَّما في زمن الأزمات والحروب.  مع أهمية هذا الموضوع لا تتوفَّر دراسات كافية تعالج الأطر الإعلامية في الخطاب العربي حول المرأة الريادية.