الدولة العراقية وفجوات عملية بناءها

الملخص

نقصد، بعملية بناء الدولة تلك العملية التي تبدأ بتقوية سلطة الدولة وتزيد من قدرتها الاستجابية، وتأتي نتيجة الضعف الذي تعاني منه بعض الدول في القدرة على تحقيق الغايات التي وجدت لأجلها، الامر الذي قد يهدد استمراريتها، لذا فإن فجوات عملية البناء (state building gaps) تركز على تلك الفجوات التي شكلت عوامل معيقة لتقوية سلطة الدولة وقدرتها الاستجابية.

بالنسبة للحالة العراقية، فأننا نعتقد بأهمية متغيرين كانا ولا زالا ذات تأثير كبير في استحداث فجوات واقعية/ عملية في إطار عملية بناء الدولة العراقية، وهما ضعف السلطة السياسية، والتعددية المجتمعية. إنعكس تأثير متغير التعددية المجتمعية في عملية بناء الدولة العراقية من خلال أزمة الهوية التي تظهر كما يعتقد البروفيسور (لوشيان باي) عندما تكون التحديات المادية والنفسية غير ملائمة، وغير مقبولة في ظل الظروف التاريخية الجديدة. ولقد كانت مسألة (هوية العراق) و(من هو العراقي ولمن ينتمي؟) تمثل نقطة محورية أساسية في عملية بناء الدولة العراقية التي تنقصها الوحدة الفكرية، والملَية، والدينية لذا فهو مبعثر القوى ومنقسم مجتمعياً. وإن ذلك يتطلب بدايةً بناء جيش قوي، وتقوية المؤسسات السياسية ومن ثم الاعتراف بالتعدد المجتمعي.

وأخيراً يمكن القول أن الإعتراف بحقوق المكونات المجتمعية في ظل ضعف السلطة السياسية لا يتناسب وعملية بناء الدولة ما لم يتم مراعاة التسلسل الزمني في تطبيق أسس عملية بناء الدولة.