سيادة الدولة وسياسات اللجوء في الدول النامية: اللاجئين السودانيين في مصر نموذجًا

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى تناول ظاهرة اللجوء إلى البلدان النامية في منطقة الشرق الأوسط بالتطبيق على اللاجئين السودانيين في الدولة المصرية، حيث لا تسعى الورقة إلى دراسة سياسات الدول المستقبلة تجاه اللاجئين فحسب، بل إلى دراسة التفاعل بين تلك السياسات وممارسات الفاعلين الآخرين المرتبطين بإدارة شئون اللاجئين وبين ممارسات اللاجئين أنفسهم كفاعلين، وتأثير ذلك على إعادة قراءة محور المواطن- الأمة -الإقليم التي يقوم عليها مفهوم السيادة، ففي هذا السياق؛ يجادل العديد من الباحثين من مختلف المجالات كالعلوم السياسية، الاجتماعية، الأنثروبولوجيا، والدراسات الحضرية، وغيرهم على تقديم اللاجئ كفاعل له قدرة وفعل يستطيع أن يغير ويواجه التحديات المفروضة عليه من ناحية وتقديم تصورات سياسية بديلة بشكل جماعي أو فردى وهى في الواقع تغييرات تتخطى الحدود السياسية، الثقافية، والاجتماعية للدولة القومية. لذا تناقش الورقة أنه أمام سياسات الاستبعاد الرسمية التي تفرضها الدولة المصرية على فضاءات اللاجئين السودانيين والتعامل معهم من منظور أمني فحسب، لا يقف اللاجئون كفاعل سلبى ولكنهم يحاولون إنتاج سبل وممارسات نضالية من أجل تأمين الحد الأدنى من حقوقهم، وفي خضم ذلك التفاعل بين سياسات الدولة تجاه اللاجئين وممارسات اللاجئين والفاعلين الآخرين المعنيين بإدارة شئونهم، تنتج أنماط أخرى بديلة من السيادة تتحدى سيادة الدولة المستقبلة، ومن ثم يتولد فاعلية اللاجئين لمواجهة حالة الاستثنائية التي فرضتها الدولة عليهم وتأثير ذلك على مفهوم سيادة الدولة.