مؤشرات ومعطيات بناء القدرات الإستراتيجية في إيران

الملخص

ان التوسع الاستراتيجي الإيراني في المنطقة العربية وصل إلى ذروته مسلحًا بتصميم أيديولوجي ورؤية طَموحة للمصالح القومية وروح مبادِرة لاستغلال الفرص التي أتاحتها أخطاء الخصوم الإقليميين في المنطقة من جهة والولايات المتحدة من الجهة الاخرى. فقد توسَّع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية بصورة لم تعرفها الدولة الإيرانية الحديثة منذ تشكلها في أوائل القرن العشرين، فبالرغم من الحصار والعزلة تجاوزت نوعا ما العقوبات الأميركية المشددة.

وتمثل الدور الإيراني بالتأثير الاقتصادي والسياسي والثقافي في المنطقة مستغلة ضعف المنطقة العربية وعدم قدرتها على التصدي لذلك التأثير. وتسعي إيران لانتزاع دور إقليمي لها من أمريكا باستغلال غياب المشروع القومي العربي من ناحية وتخبط السياسة الأمريكية في المنطقة من ناحية أخري وقد ساهمت  العديد من التحولات و التغيرات و الصراعات بشكل أو آخر في التأثير علي طبيعة سياسات إيران تجاه المنطقة العربية, فباحتلال العراق عام 2003 سقط المعادل الإقليمي لإيران, و من ثم بدأت إيران في السعي لمد نفوذها تجاه المنطقة العربية, من خلال استغلالها للعوامل المحلية و الإقليمية والتحولات التي حدثت في المنطقة فضلا عن امتلاكها المقومات الأساس التي تمكنها من التوجه بتلك الاستراتيجية بخاصةً تجاه منطقة الخليج العربي،  وتعتبر تلك العوامل ومقومات القوة الناعمة التي تمتلكها إيران بمثابة الجوانب الرئيسة التي قامت عليها الاستراتيجية الإيرانية.

وبذلك تستحوذ إيران مكانة إستراتيجية خولتها كي تصبح قوة عالمية وإقليمية بارزة في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب الموقع الجيوبوليتيكي الذي تحظى به.