الأزمات والصراعات في دول جنوب القوقاز وتأثيرها على الاستقرار السياسي والأمن الإقليمي والدولي

الملخص

لقد  شهدت الدول  في منطقة شمال  وجنوب القوقاز أزمات وحروب تسببت بعدم الاستقرار السياسي على المستوى الإقليمي والدولي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في ديسمبر/ كانون الأول 1991 , إذ تصاعدت الأزمات  والحروب في تلك الدول وأثرت كثيراً على الامن والاستقرار على النطاقين الإقليمي والعالمي ، والتي كان من أهمها  الحرب الروسية في الشيشان عام 1996وما تلاها من مواجهات وبروز تنظيمات إسلامية متطرفة في تلك الحقبة تسببت بحالة من عدم  الاستقرار السياسي والامن الإقليمي.

لقد انقسمت الجمهوريات في منطقة القوقاز الى قسمين ، القسم الأول والذي شمل جمهوريات شمال القوقاز و تقع جنوب روسيا الاتحادية والتي بقيت ضمن سيادة  جمهورية  روسيا الاتحادية، وقد شهدت صراعات وحروب حاولت الاستقلال او الانفصال عن روسيا الاتحادية ولكن دون جدوى ، والقسم الثاني ويشمل الجمهوريات الواقعة في جنوب القوقاز التي استقلت عن روسيا الاتحادية وهي الجمهوريات الثلاث التي شكّلت دول  جنوب القوقاز وهي جورجيا وأرمينيا و أذربيجان  .

على الرغم من استقلال دول جنوب القوقاز الثلاث عن روسيا الاتحادية ، الا ان تلك الدول لم تشهد استقراراً سياسياً وأمنياً بسبب الازمات والصراعات الداخلية والتدخلات الإقليمية والدولية في تلك الجمهوريات الثلاث بعد أحداث 11أيلول /سبتمبر عام 2001، فقد تصاعدت الازمات بين أرمينيا وأذربيجان لمرات متكررة حتى وصلت الى التصادم العسكري ما بين الدولتين ، وأثر تصاعد الصراع على الاستقرار والامن القومي  للدول الإقليمية المجاورة  ومن أهمها روسيا الاتحادية وتركيا وايران , كما شهِدَت المنطقة صِداماً عسكرياً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والذي تمثل باندلاع الحرب الروسية  ضد جورجيا عام 2008 , في حين شهدت العلاقات التركية مع أرمينيا توترات دائمة , فضلاً عن الصراعات الحدودية بين تلك الدول ولاسيما أرمينيا وأذربيجان , والتي كان آخرها التصعيد العسكري على الحدود بينها عام 2021. كل تلك الازمات كان لها تأثيراً كبيراً ومهماً على الاستقرار السياسي الداخلي لتلك الدول والامن الإقليمي لدول الجوار الإقليمي كروسيا الاتحادية وتركيا وايران ، فضلاً عن تأثير تلك الازمات على المستوى الدولي .