(دور وتأثير القوة الناعمة في إدارة الأزمات السياسية)تقييم الإعلام الكوردي في إدارة الأزمات مابين الإقليم و بغداد،من منظور نخبة من الأكاديميين في كوردستان

الملخص

تعتبر القوة الناعمة إحدى المرتكزات الأساسية في إدارة الأزمات المختلفة في عصر العولمة ، نظراً لما تحتويها من مضامين فكرية وفلسفية تتلائم مع روح العصر ، في كيفية التحديد الدقيق والتشخيص العميق للأزمات التي تنشأ بين الأطراف ذات العلاقة ، وذلك بتبني رجاحة العقل والتفكير المستنير في إحتواء الأزمات والسيطرة عليها دون تفاقهما ، بموجب قواعد وأسس منطقية و واقعية وعقلانية مقبولة.

    والأزمة هي وليدة المجتمع ، تترسخ فيها وتنمو بموجب جملة من المعطيات الذاتية والموضوعية كظاهرة واقعية عميلة ملموسة قائمة على الفعل ورد الفعل سواء كان مدروساً أو إعتباطياً . لذلك فإن كيفية التعامل مع الأزمة وسبل مواجهتها وإدارتها تعتبر خارطة طريق يؤدي إلى طريقين لا ثالث لهما ، إما نحو إنفراج الأزمة ، أو نحو إنفجار الأزمة .

 العلاقة بين إقليم كوردستان والحكومة المركزية في بغداد ، والتي هي موضوع بحثنا هي علاقة قائمة على إنكار الحقوق أولاً من قبل الحكومة المركزية في بغداد ، والإقرار بها ناقصاً ثانياً ، لذلك يمكن إعتبار العلاقة بينهما على أنها علاقة شائكة معقدة مرتبكة متأزمة ، نتيجة إنعدام الثقة من جهة بين الطرفين ، وكسب الوقت من أجل نسيانها وعدم المطالبة بها من قبل إقليم كوردستان من جهة أخرى  كما تظن الحكومة المركزية في بغداد . 

    يلعب الإعلام بكافة وسائله المختلفة والمتنوعة دوراً أساسياً ومحورياً مهماً في خلق بيئة مناسبة لإدارة الأزمة بين الطرفين من أجل تقريب وجات النظر بينهما والبحث عن النقاط المشتركة ، وعدم إثارة الضغائن وتأجيج الأزمة للوصول إلى طريق مسدود ، وهذا الأمر يتطلب سياسة إعلامية متوازنة ومتوافقة مع القوة الناعمة ، سواءً من حيث التكتيك والإستراتيجية ، من أجل رعاية المصالح وتحقيق الأهداف المرجوة .