اتجاهات الحراك الاستراتيجي الايراني _ التركي وانعكاساته الاقليمية

الملخص

الإيرانية – التركية من اكثر العلاقات التفاعلية في المنطقة والتي تؤثر على عدد كبير من الدول في منطقة الشرق الاوسط ، حيث أن لطبيعة الحراك الاستراتيجي بين الدولتين اهمية كبيرة في مجمل التفاعلات الاقليمية والدولية في المنطقة . وقد انطلق البلدين من علاقاتهما خلال عقود طويلة من مبدأ المصالح الاستراتيجية التي تغلب في معظم الاحيان على نقاط الاختلاف والتعارض بينهما على حسب نقاط الالتقاء والتعاون ، خاصة وان كل من البلدين يعي تماماً اهمية الطرف الثاني في مجمل التفاعلات في المنطقة وان كل منهما يمثل نقطة اساسية لا يمكن التخلي عنها في مواجهة التحديات الاقليمية والدولية . وعلى الرغم من ان الحراك الاستراتيجي بين الدولتين يرجح في اغلب الاحيان جانب التعاون والتوافق بينهما الا ان البلدين توجد بينهما العديد من القضايا التي يختلف فيهما وفي كيفية التعامل معها ، فهناك معوقات عديدة تلقي بظلالها على هذه العلاقات ، اذ يخوض البلدان منافسة تاريخية على الزعامة الإقليمية منذ خمسة قرون ، وتتصادم المنظومة القيمية لكلا البلدان ، وتتعارض التحالفات الدولية فيما بينهما ، وتختلف الأدوات التي يستخدمها الطرفين ، في الهيمنة على المنطقة سواء عسكرية كما في الحالة الإيرانية ، او سياسية واقتصادية كالحالة مع تركيا ، ويبدو أن الصراع والتعاون  والتمدد الاقليمي حالة مستمرة في العلاقات بين البلدين  ، على الرغم من بعض الفترات التاريخية التي شهدت العلاقات فيها تقارباً مهماً بين البلدين .  فكل من الدولتين تسعى لاثبات وجودها في المنطقة وانها دولة ذات تأثير كبير لا يمكن اغفاله وهي نهج ستراتيجي لكلا الدولتين ، الا انهما  كلاهما لا تستطيع اغفال دور الاخرى في مجمل التفاعلات الاقليمية والدولية رغم وجود التنافس بينهما الذي ينطلق من الادراك التام لدور اي منهما في المنطقة ، فأتجه الحراك الاستراتيجي بين كل من إيران وتركيا الى توطيد اواصر الشراكة الاستراتيجية بينهما انطلاقاً من ادراكهما التام بان هذه الحالة تشكل نقطة قوة مضافة لهما في ظل تزايد التحديات الاقليمية والدولية لكلا الدولتين .