الحوار الوطني ودوره في تعزيز مرتكزات قوة الدولة -العراق أنموذجاً

الملخص

 يمثل الحوار الوطني عملية تفاعلية تهدف إلى بناء توافق حول القضايا الوطنية المصيرية، ويشمل مشاركة مختلف أطياف المجتمع السياسي والاجتماعي من اجل تعزيز التواصل والتفاهم بين مختلف الأطراف في المجتمع، بما في ذلك الحكومة، الأحزاب السياسية، منظمات المجتمع المدني، والمواطنين ،فالحوار الوطني هو تبادل الرأي في القضايا المهمّة بين مختلف فئات الشَّعب السياسية، ؛ فالتعدُّد الحزبيّ والاختلاف الفكريّ من الطبيعة البشرية، لذا تنشأ في الدول أحزاب سياسيَّة لها رأيها السياسي الخاص، ورؤيتها المستقلَّة للأمور بناءً على قناعاتها الخاصَّة، وفهمها وتقييمها للمصلحة، وتنشأ عادةً اجتهاداتٌ مُختلفة من قبل هذه الأحزاب والمُسمَّيات، والكيانات السياسيّة، وقد تتعارض فيما بينها، ممَّا يؤثر على نهج العلاقات اليوميَّة فيما بينها في الدولة، ويؤثّر على بعض القرارات، لذا لا بُدَّ من اعتماد سياسة الحوار فيما بينها بهدف الخروج إلى رأيٍ توافقيٍّ يُحقّق نظرةَ وطموح الجميع، وللحوار الوطنيّ آدابُه التي تجب مُراعاتها، وتترتّب عليه نتائج إيجابيَّة تنعكس على الشكل الوطني.

  ويعد الحوار الوطني في العراق من القضايا الشائكة والمحورية في المشهد السياسي العراقي المعاصر ،فهو محاولة جادة للخروج من الأزمات المتكررة والوصول إلى توافق وطني حول القضايا الأساسية التي تواجه البلاد ،فالحوار الوطني في العراق هو عملية سياسية تهدف إلى معالجة الأزمات السياسية المستمرة في البلاد ،وتم إطلاق هذه المبادرة من قبل رئيس الوزراء السابق السيد(مصطفى الكاظمي) والذي دعا القوى السياسية المختلفة للجلوس معًا لمناقشة القضايا الخلافية والتوصل إلى حلول توافقية.

   والحوار الوطني هو عملية طويلة وشاقة تتطلب صبرًا وتفانيًا من جميع الأطراف. على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهه، إلا أنه يبقى الأمل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للعراق ،وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الحوار الوطني يحمل آفاقًا واعدة لتحسين الوضع السياسي في العراق إذا تم التعامل معه بجدية وإرادة سياسية حقيقية.